تمثل شخصية الرئيس أنور السادات انعكاساً وامتداد لطبيعة أرض مصر فلقد امتاز بالغموض الذي أحاط به و بقراراته كرئيس للجمهورية و تميز عن غيره من رؤساء مصر الذين سبقوه بالأناة والصبر وعدم التسرع في اتخاذ القرارات المصيرية.
لم ينس السادات القرية التي جاء منها وهي ميت أبو الكوم فكان يرتدي زي الفلاحين في غالب زياراته للقرى والأرياف بعيداً عن أبهة الرئاسة والرسميات فكان يجالس أهل القرى ويتناول الطعام الذي تعود عليه منذ نعومة أظافره بل إنه يخلع ثيابه الرسمية الخاصة برئيس الجمهورية ويعتبر نفسه واحداً من الفلاحين وهناك من شبه الرئيس أنور السادات بنظيره الفرنسي شارل ديغول فكلاهما حررا وطنيهما من روح الهزيمة في الحروب التي خاضوها ولد السادات في ٢٥ ديسمبر ١٩١٨م وتعلم القراءة والكتابة والحساب وحفظ القرآن وتعلم اللغة الإنجليزية وتدرج في المناصب العسكرية والسياسية ففي ١٩٣٨م تخرج من الكلية الحربية برتبة ملازم ثان وفي ١٩٣٩ تم نقله إلى سلاح الإشارة وحصل على ترقية برتبة ملازم أول في ١٩٤٠م وفي أكتوبر ١٩٤٢م ترك خدمة الجيش واتجه نحو الأعمال الحرة وفي يناير ١٩٥٠م تمت إعادته إلى الخدمة العسكرية برتبة يوزباشي وعاد إلى القاهرة في ٢١ يوليو ١٩٥٢م قبل ثورة الضباط الأحرار بأيام معدودة وتوطدت علاقته بعزيز المصري قبل الثورة بعدة سنوات وتم اتهام السادات كذلك بمقتل أمين عثمان وزير المالية في حزب الوفد.
بعد وفاة جمال عبدالناصر كان محمد أنور السادات نائباً لرئيس الجمهورية ومن ثم أصبح رئيساً للجمهورية عام ١٩٧٠م وقام بثورة التصحيح عام ١٩٧١م لتصحيح سياسة الدولة بسبب النكسات التي عانت منها مصر واتبع محمد أنور السادات مبدأ الصمت والصبر قبل البدء في أي حرب ضد الاسرائيليين المغتصبين لأرض سيناء ومن ثم قام بإلقاء خطاب في مجلس الشعب يعلن فيه بدء الحرب ( حرب أكتوبر المجيد ) على إسرائيل وأعلن عبور قوات الجيش المصري خط بارليف بالتنسيق مع الرئيس السوري حافظ الأسد وبدعم من الملك فيصل والرئيس هواري بو مدين وعانى السادات من صعوبات وعراقيل جمة للوصول إلى هذه اللحظة التاريخية وتمتاز حرب أكتوبر بأسرارها ودهاليزها وما يحيط بها من غموض وفي نهاية المطاف طالت يد الغدر ورصاصاتها هذا الرئيس لتودي به شهيدا أثناء عرض عسكري وقام بهذه العملية الجبانة خالد الإسلامبولي عام ١٩٨١م.
محمد أنور السادات
المرجع : من كتاب أنور السادات - سيرة بطل حرر روح مصر ( للمؤلف عبدالمنعم شميس )
تعليقات
إرسال تعليق