بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى اجتمعت الدول المنتصرة في الحرب، وهي: الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، ودول أخرى، مثل: اليابان ( كمراقب ) في قصر فرساي لتقاسم الحصة المتبقية من تركة الأمبراطوريات التي كانت قائمة، مثل : الإمبراطورية الألمانية، والدولة العثمانية.
ثم إن هذه الدول وقعت معاهدة فيما بينها في ٢٨ يونيو ١٩١٩م، كانت في الدرجة الأساس بين ألمانيا من جهة والحلفاء من جهة أخرى، وتضمنت هذه المعاهدة قرابة الـ٤٤٠ مادة في ٢٠٠ صفحة، كما أنَّها نصت على ما يقارب ثلاثة عشر بنداً، لا يسعفنا الوقت لذكرها جميعا، لذلك سنذكر بعضاً منها:
١ - قبول مبادئ الرئيس الأمريكي ويلسون كحجر أساس للسلام، وهي عبارة عن ١٤ مبدأ من ضمنها حق الشعوب في تقرير مصيرها و علنية المعاهدات.
٢- أن تعيد ألمانيا مقاطعتي الألزاس واللورين إلى فرنسا، والتي أوجدتهما بعد انتصارها على فرنسا في الحرب البروسية الفرنسية عام ١٨٧١م والتخلي عن مقاطعاتها في الصين.
٣ - تحتلّ دول الحلفاء بعض الأراضي الألمانية لمدة ١٥ عام، ويعتبر هذا البند من أكثر البنود إذلالاً وقساوة بحق ألمانيا والشعب الألماني الذي تجرع المرّ بسبب تردي الاقتصاد الألماني نتيجة لتراكم الديون على ألمانيا.
وقد وقعت المعاهدة ٤ دول من طرف الحلفاء، وهي: فرنسا ممثلة برئيس وزرائها كليمنصو، وبريطانيا ممثلة برئيس وزرائها لويد جورج، وإيطاليا ممثلة برئيس وزرائها أورلاندو، وأخيرا اليابان والتي شاركت بصفتها مراقب، أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد صادقت على معاهدة فرساي على انفراد مع ألمانيا عام ١٩٢١م.
ومما لا شك فيه بأنَّ هذه المعاهدة من المعاهدات المجحفة والقاسية بحق ألمانيا والتي كانت فيما بعد من أسباب اندلاع الحرب العالمية الثانية.
المرجع : كتاب الحرب العالمية الأولى من تأليف إبراهيم فضلون.
تعليقات
إرسال تعليق