ولد عبدالرحمن الداخل في عام ١١٣ للهجرة و لقب بصقر قريش و لقبه بذلك أبو جعفر المنصور ، يعتبر عبدالرحمن من الشخصيات التاريخية التي حفظ اسمها واستمر ذكرها في كتب التاريخ أمداً طويلاً لما حققه من أمور قد يعتبرها البعض مستحيلة وغير منطقية قبل تحققها فبعد زوال ملك آبائه وأجداده الأمويين في الشام و المشرق فر عبدالرحمن هارباً من أمام بطش و جبروت العباسيين و سيوفهم المتعطشة للدماء و أصبح هائماً على وجهه في أرجاء البسيطة هو و خادمه بدر الذي شاركه الرحلة و الترحال حتى وصلوا إلى الأندلس عام ١٣٨ للهجرة و ذلك بعد أن نزل على أخواله من قبيلة بني نفزة في طرابلس و انتقل بعد ذلك إلى سبتة وحدثت أحداث كثيرة لا يتسع بنا المقام لذكرها و بعد أن نزل في المغرب أرسل خادمه بدر إلى الأندلس ليتواصل مع مريدي و مؤيدي بني أمية و خصوصاً القبائل اليمانية وكانوا موتورين بسبب هزيمتهم على يد القيسية بقيادة الصميل بن حاتم في إحدى المعارك فبعد أن ضمن ولاء أتباعه عبر البحر إلى الأندلس فنزل في الجزيرة الخضراء ثم مضى إلى أشبيلية فانضم إليه أهلها و كذلك أهل قرطبة و هزم الوالي يوسف الفهري وفر من المعركة ثم ظفر برأسه وقامت ضده ثورات فقضى عليها كلها ومن أبرز الثورات ثورة العلاء بن مغيث اليحصبي بدعم من الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور ولكن عبدالرحمن بن معاوية هزمه وقطع رأسه وأرسله إلى أبي جعفر المنصور ثم تفرغ بعد ذلك لأعمال البناء والعمران فعظم سلطانه وامتدت أيامه وتوفي سنة ١٧٢ للهجرة وعمره يناهز الستين عام.
عبدالرحمن الداخل (731-788م)
تمثال عبدالرحمن الداخل في المنكب
المرجع : كتاب سير أعلام النبلاء للمؤلف شمس الدين الذهبي
تعليقات
إرسال تعليق