قبل
الدخول في قضية تركستان الشرقية علينا أن
نتعرف إلى موقع هذه البلدة البائسة التي يسكنها شعب الأويغور الذين كانو وما زالو
يقيمون في بلدة تسمى تركستان الشرقية وقد يتوارد للأذهان لماذا نذكر تركستان
الشرقية وهل هي بلد الأتراك الإجابة في الأسطر القادمة
تقع
تركستان الشرقية في آسيى الوسطى ويحدها من الغرب كازخستان وطاجكستان وقرقيزستانوأفغانستان ومن الجنوب باكستان والهند والتبت ومن الشرق
الصين ومن الشمال منغوليا وروسيا وتبلغ مساحتها ما يزيد عن مليون و800 كيلو متر أي
أنها مقاربة لمساحة السودان وقد كان بها
ما يزيد عن 20 مليون مسلم
يمتد
تاريخ تركستان الشرقية إلى ما قبل الميلاد فالأويغور هم قبائل تركية قامت وسكنت في
هذه البقعة إلى أن وصل إليها قتيبة إبن مسلم الباهلي في سنة 96ه ولقد دخلو الإسلام
وأحبوه وكان ذلك في عهد الخليفة الأموي الوليدبن عبد الملك ورأت
الصين أن هذا أول تهديد مباشر لها ولتجارتها التي كانت تخرج عن طريق الحرير الذي
يربط الصين بالعالم وطريق الحرير كما هو معروف أن الصين قبل الميلاد كانت أول من إكتشفت الحرير الطبيعي وصنعه
واستخدمه وكان منتج صيني أساسياً لا يأتي إلا من الصين وأصبح بعد ذلك المنتج
الأكثر طلبًا من دول العالم المختلفة وخاصة لعلية القوم فكان لا بد من إيجاد طريق
يربط الصين بدول العالم الأخرى لنقل البضائع فتم عمل هذا الطريق لذلك سمي بطريق
الحرير نسبةً لأكثر منتج يخرج من الصين في ذلك الوقت ويمر به ويمتد طريق الحرير من
الصين بدايةً من تركستان الشرقية وينطلق لبقية دول العالم وقد يتوارد للأذهان عدم فائدة طريق
الحرير ليكون دافع لاحتلال تركستانا لشرقية من قِبل الصين في الوقت الحالي معا
توفر النقل الجوي والبحري إلا أن (تركستان الشرقية) تزخر أراضها بالثروات المعدنية
والطبيعية التي تحتوي في باطنها أكثر من 100 نوع من المعادن وتمتلك كمايات هائلة
من النفط والغاز الطبيعي وبها عدة مناجم لاستخراج اليورانيوم الذي يستخدم في الصناعات
النووية بالإضافة للثروات الزراعية والحيوانية وتمتلك أحد أجود أنواع القطن
فالعالم وملايين الأطنان من الفحم كل هذا يجعلها من أهم الأماكن على وجه الأرض
والحقيقة أن كل ما تمتلكه تركستان الشرقية من موقع إستراتيجي وثروات هائلة يجعل
الصين ترفض إستقلالها وتحارب من أجل إبقائها مقاطعة صينية
ظلت
تركستان الشرقية تدين بالإسلام وقد أخرجت علماء مسلمين وقيادات إسلامية حتى جاءت
أسرة المانشو في القرن السابع عشر التي بدأت حملات من الإضطهاد والقتل والتشريد
لعدة سنوات مما أجبر الشعب على حمل السلاح ضد المحتل واستمرت الأوضاع في تركستان
الشرقية لعدة قرون تارةً تحت الإحتلال وتارة مستقلة إلى أن جاء عام 1931م حين قامت
ثورة كبرى في تركستان بسبب إعتداء رئيس الشرطة على إمرأة مسلمة وكانت هذه شرارة
إندلاع الثورة والتمرد الشعبي في تركستان الشرقية ضد النظام المستبد ورغم تحالف الصين معا الإتحاد السوفييتي لقمع الثورة إلا أنهم لم يتمكنو من ذلك واستطاع الأويغور أن
يستقلو ويتسلمو السلطة ليحكمو بلدهم وأرضهم ولكن لم يستمر الوضع طويلًا فببعد
عامين عادت الصين بدعم سوفييتي لتحتل تركستان الشرقية بعد صدام عنيف معا الشعب
ويستمر الإحتلال إلى أن قامت الحرب العالمية الثانية وبعد نهاية الحرب العالمية
الثانية وفي 1946 أصبح لدينا جمهورية تركستان الشرقية لتعود تركستان مستقلة وتخرج
من الحكم الصيني واستمر ذلك إلى عام 1949م بعد الحرب العالمية الثانية لتعود الصين
لاحتلال تركستان الشرقية ولكن هذه المرة كانت الأخيرة إلى يومنا هذا فما تزال هذه
البلدة البائسة تئن من النظام الصيني الذي ما إن تمكن من إحتلالها في 1949 إلا
وبدأ بطمس الهوية الإسلامية ومعالم القومية الأويغورية وذلك بْ
إعدام ما
يزيد عن 100 ألف شخص بحجة الخيانة وقلب نظام الحكم ومن ثم قامت الصين بتغيير إسم
تركستان إلى مقاطعة شينغيانغ بمعنى المستعمرة الجديدة أو الأقليم الجديد وهذا
يذكرني بمساعي الكيان الصهيوني لمحو إسم فلسطين من أذهان الأمة العربية, سجنو ما
يزيد عن مليون إنسان تحت مسمى قضايى إجرامية, أرسلو ما يزيد عن 500 ألف فرد إلى
مختلف المقاطعات والمدن الصينية بحجة أن سوق العمل يحتاجهم هناك; وفي المقابل
أرسلت الحكومة الصينية الشعب الأصليين للصين من قبائل الهان لتركستان الشرقية
(شينجيانغ حديثً) بمغريات عديدة كأراضي مجانية ومنازل ومناصب عليى من أجل السيطرة
على المقاطعة ومنع أي إحتمال لقيام ثورة أو مجرد التفكير بحق الأستقلال ومن أجل
إنهاء شعب الأويغور, لم يتوقف إجرام الصين إلى هذا الحد بل قامت بإنشاء معسكرات
للإعتقال والتي ظمت أكثر من 3 مليون مسلم ولم يكتفو بل حرمو الأهالي من أبنائهم
حتى في المعتقلات وقامو بإدخالهم دور الأيتام, من القرارات التي كانت تستهدف
المسلمين منع اللحية ومنع الحجاب والنقاب ومنع تغطية كامل جسد المرأة, وهدمو
وأغلقو ما يزيد عن 1000 مسجد بحجة إنها منابع الإرهاب, وأجبرو الكثير من المسلمين
على أكل لحوم الخنزير وشرب الخمور ومنعو الشعائر الدينية وكل ذلك من أجل طمس
الهوية الدينية وإجبار شعب الأويغور على نسيان الدين الإسلامي, ليس هذا فحسب بل
أنهُ يقال مجازًا أن في تركستان الشرقية ضابط شرطة لكل مواطن بالإضافة إلى أن
الشعب هناك مراقب مراقبة مطلقة بواسطة ملايين الكامرات ويكفي أن أذكر أن أحدث نظام
مراقبة وتصنت في العالم متواجد في تركستان الشرقية وبالتأكيد ليس من أجل الشعب بل
من أجل التجسس على الشعب, وقامت السلطات بإجبار الشعب على تثبيت برامج على هواتفهم في الوقت الحالي
معا إنتشار الأجهزة الحديثة من أجل تتبعهم والتصنت عليهم, أضف إلى ذلك أنهم أجبرو
آلاف المسلمات على الزواج من سكان الصين الشيوعيين بحجة التعايش السلمي وبالتأكيد
فأنهن يتعرضن لأبشع من ذلك كالإغتصاب والعمل الإجباري في الملاهي الليلية كما ذكرت
ناشطة تركستانية.
كل ذلك
والكثير الكثير يحدث في تركستان الشرقية والعالم صامت لا يحرك ساكناً, كل ذلك
والكثير الذي لم أذكره يحدث طوال ال70 سنة الماضية ولا أحد يجرؤ لقول كلمة الحق أم
أن الظالم لا يرى الظلم
المصادر:
مجزرة
تركستان الشرقية لعز الدين الورداني
تركستان
الشرقية الصينية محمود شاكر
تعليقات
إرسال تعليق