التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الحرب الباردة

 

الحرب الباردة هي عبارة عن حرب سياسية وأيديولوجية وعسكرية في بعض الأحيان غير مباشرة، ويعود أصل الحرب الباردة إلى القرن الرابع عشر إذ أستخدمه لأول مرة الأمير خوان مانوئيل الاسباني إذ ػان يفهم بان هذا الصراع ما هو إلا حالة من حالات الصراع غير المسلح في وضع دولي متوتر بين جانبين استهدف كل جانب تقوية نفسه وإضعاف خصمه بكل الوسائل دون استخدام الحرب الساخنة[1]. بدأت الحرب بعد الحرب العالمية الثانية بعد أن ضعف النفوذ البريطاني والدول الأوروبية الغربية وظهرت قوتان عظيمتان الإتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية اللتين كانتا الوحيدتان اللتان ترسمان سياسة العالم بعد الحرب العالمية الثانية، وتفوقت هذه الدولتين بأبحاث الذرة و التقدم التكنولوجي و برزتا كأكثر قوة عسكرية و اقتصادية وأكثر تأثيراً ونفوذاً سياسياً ودبلوماسياً. وكانوا أكثر رغبة في استغلال الظروف الدولية الجديدة لمصلحتهم و لفرض أراءهم على بقية الدول وكل طرف كان يحاول فرض هيمنته. وكانت أسباب الصراع بين الطرفين أن الولايات المتحدة كانت ترجع أسباب صراعها إلى أن الطبيعة  التوسعية للإيديولوجية الشيوعية  للاتحاد السوفييتي هي طبيعة ثورية ومعادية للرأسمالية و أننها تريد تحول العالم بأسره إلى عالم اشتراكي و عالم غير طبقي بزعامة الأحزاب السياسية الشيوعية و اعتقدت الولايات المتحدة بأنها أصبحت قوة عظمى أن من واجبها التصدي لهم . وكانت أسباب الاتحاد السوفييتي أن الولايات المتحدة هي من أخطر الدول الرأسمالية و إن الإيديولوجية الرأسمالية غايتها استغلاليه و هي نهب المناطق الغنية بالموارد الأولية و تخضعها لهيمنتها . و نرى أن ما كان يعتقده الاتحاد السوفييتي صحيح في يومنا هذا فإن أمريكا تسيطر على كثير من الموارد الأولية وتتركهم فقراء لا يوجد بيدهم شيء بعد أن تنهبهم وكثير من النظريات الاستشراقية تشرح هذا.

تقسمت الحرب الباردة إلى خمس مراحل أساسية (1945-1991م):

المرحلة الأولى: مرحلة المواجهة (1945-1953م) تميزت هذه المرحلة بعدة صراعات داخل أوروبا كان أهمها الصراع الشديد لاقتسام قارة أوروبا

المرحلة الثانية: مرحلة التعايش السلمي(1956-1969م) اتسمت بأنها اشد سنوات الحرب الباردة، شهدت تأرجح العلاقات بين الطرفين من لحظات المواجهة الساخنة التي أوشكت أن تتحول إلى حرب نووية

المرحلة الثالثة: مرحلة الوفاق الدولي(1969-1976م) بدأ الطرفين بتحسين علاقتهما و اكتشاف أفاق التفاهم فيما بينهم.

المرحلة الرابعة: انتكاسة الوفاق (1976-1985م) لم يدم الوفاق طويلاً إذ سرعان ما عاد الشرق والغرب إلى الحرب الباردة قبل انتهاء عقد السبعينات و البعض أطلق عليها الحرب الباردة الثانية

المرحلة الخامسة: انتهاء الحرب الباردة(1985-1991م) بدأت هذه المرحلة بتولي ميخائيل سيرجنيفتش غورباتشوف زعامة الإتحاد السوفييتي ومع توليه طبق برنامج إعادة البناء (البيروسترويكا)[2] ساعد هذا النظام في تفكك النظام الشيوعي في أوروبا الشرقية، فرض غورباتشوف رؤية واقعية جديدة للعلاقات بين الشرق و الغرب التي أدت إلى تخفيف حدة التوتر في العالم بأسرة.

استقال غورباتشوف في 12كانون الأول، ثم أعلن وزير خارجية أمريكا جيمس بيكر إن الاتحاد السوفييتي لم يعد له وجود ، كما صرح خلال زيارته إلى موسكو و اجتماعه مع الرئيس الروسي يلتسين عن توقيع معاهدة روسيا ،و رسمياً أعلن عن انتهاء وجود الاتحاد السوفييتي في 25/كانون الأول/1991م و بانتهاء الاتحاد السوفييتي انتهت الحرب الباردة في عام 1991.

 

 ميخائيل غورباتشوف - ويكيبيديا

ميخائيل سيرجنيفتش غورباتشوف

كتابة : جواهر متعب 


المصدر: 

[1] إيناس سعدي عبدالله، الحرب الباردة دراسة تاريخية للعلاقات  الأمريكية السوفيتية ، دار اشوربانيبال للنشر، بغداد الطبعة الأولى ،2015،ص21.

[2] إيناس سعدي، المصدر السابق، ص63

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السلطانة خديجة تورهان

ولدت السلطانة خديجة تورهان في عام ١٦٢٧م لعائلة روسية وقُدِّمت على شكل هدية للسلطانة كوسيم التي أشرفت على تربيتها في القصر ومن ثم قدَّمتها للسلطان إبراهيم فأنجبت ابنها محمد والذي أصبح سلطاناً فيما (محمد الرابع) وبعد إزاحة زوجها عن العرش في عام ١٦٤٨م تم تعيين السلطان محمد الرابع  وعمره لا يتجاوز سبعة أعوام، حدث صراع بينها وبين الوالدة المعظمة السلطانة كوسيم بلغ ذروته عندما حاولت الأخيرة قتل السلطان الصغير، بعد هذا الحدث تمكنت السلطانة خديجة من التخلص من السلطانة كوسيم عام ١٦٥١م وسعت بعد ذلك في البحث عن صدر أعظم كفء لهذا المقام فلم تجد من هو أكفأ من محمد باشا الكوبريلي فأعطته مطلق الصلاحيات مما مكنه من إعادة هيبة الدولة في عام ١٦٥٦م، وانزوت الأخيرة إلى الظل وتفرغت لأعمال الخير وتربية أبنائها، توفيت هذه السلطانة في عام ١٦٨٣م وكانت تلقب بالركن الأعظم المصدر: من كتاب الدولة العثمانية المجهولة للبروفيسوران: أحمد آق كوندز وسعيد أوزتورك كتابة: محمد عبده

معاهدة سايكس-بيكو

 تم توقيع اتفاقية سايكس بيكو بين السير مارك سايكس ممثلاً عن الجانب البريطاني و مسيو جورج فرانسوا بيكو ممثلاً عن الجانب الفرنسي و تم عقد هذه الاتفاقية بين بريطانيا و فرنسا  و بمصادقة ومباركة من الإمبراطورية الروسية إلا أنها انسحبت فيما بعد بسبب مشاكلها الداخلية، نصت هذه الاتفاقية على تقسيم المناطق الواقعة تحت سيطرة الدولة العثمانية إلى خمس مناطق: السواحل السورية واللبنانية تم إعطاؤهما لفرنسا، أما العراق والخليج أُسند أمرهما إلى بريطانيا، وتم الاتفاق على إنشاء إدارة دولية خاصة بفلسطين وأما المنطقتان الرابعة و الخامسة فقد اتفقت بريطانيا و فرنسا على الاعتراف بدولة أو حلف دول عربية مستقلة برئاسة رئيس عربي فيها. على أن يكون لفرنسا في إحدى المنطقتين (المنطقة الداخلية السورية) حق الأولوية في المشاريع و القروض المحلية و الانفراد بتقديم المستشارين و الموظفين، و كذلك الأمر بالنسبة لبريطانيا في المنطقة الداخلية العراقية. هذا هو مضمون اتفاقية سايكس -بيكو و لم يعلم العرب ولا المسلمون بمضمون هذه الاتفاقية التي حددت مصير المشرق العربي، إلا بعد قيام الثورة البلشفية 1917م ونشر الحكومة السوفيتية...

حملة طارق بن زياد لفتح الاندلس

  حملة طارق بن زياد لفتح الاندلس                       المقدمة: بعد سنة من الحملة الاستطلاعية التي تمت بقيادة طريف بن مالك، ولاقت نجاح وبعد ان انتهى موسى بن النصير من وضع خطة البحث. وفي سنة 711م بيونيو تحرك جيش مكون من سبعة الآلاف جندي من المسلمين، بقيادة طارق بن زياد. متوجهين إلى الأندلس.     نبذة عن طارق بن زياد: ولد طارق بن زياد بن عبدالله في 640م، ويُذكر أنّ توفى في سنة 102هـ، ولكن قد اختلف في أمر نسبه، فقيل إنّهُ أمازيغيّ، وتميّز بصلته القوية بالإسلام والعروبة، وقيل أن والده   وجده أسلموا قبله ، ثمّ انتقلوا إلى بلاد المشرق، وهناك ترعرع   في ظلّ بيئة عربية وإسلامية، وهذا فضلاً عن تمسكه بلهجته الأمازيغية، وكان طارق من أقوى وأحنك رجال موسى بن نصير، حيث جُنّد في جيشه.       حملة طارق بن زياد وسفن العبور: سفن العبور مثل ما ذُكر إنها كانت تعود إلى يليان حاكم سبتة، وتوضح النقاط التالية ما يلي: ·        أتم المسلمين فتح ب...