تعد مذبحة القلعة نموذجاً من نماذج المكر السياسي الذي لا يعرف طريق الإنسانية، حدثت هذه المذبحة في عام ١٨١١م وتحديداً في قلعة القاهرة التي بناها صلاح الدين الأيوبي، ارتأى الوالي المصري محمد علي باشا ضرورة التخلص من المماليك الذين أصبحوا يشكلون عبئاً عليه وعلى مصر والمصريين فقرر التخلص منهم مستغلاً بذلك حملة ابنه طوسون باشا الذي كان متوجهاً للقضاء على حركة محمد بن عبدالوهاب فدعا المماليك للمشاركة في حفل وداع موكب الحملة فأجاب الدعوة قرابة ال٤٧٠ من المماليك واستقبلهم الباشا بحفاوة بالغة وبابتسامة عريضة وبعد بدء تحرك الحملة توجه المماليك لتوديعها وهنا حدث ما لم يكن بالحسبان قام الجنود بإغلاق أبواب القلعة وفتح النيران عليهم ولم يتمكن من الهروب إلا شخص واحد وهو أمين بك الذي قفز بجواده من على سطح القلعة وتمكن من الفرار إلى الحدود السورية، وبعد ذلك نزلت قوات محمد علي باشا لتقضي على بقايا المماليك في القاهرة وضواحيها، لم تتوقف أعمال القتل والسلب إلا عندما نزل محمد علي باشا بنفسه وبذلك تم إسدال صفحة المماليك وتنحيتهم من السياسة المصرية.
المرجع: من كتاب عصر محمد علي لعبدالرحمن الرافعي
كتابة: محمد عبده
تعليقات
إرسال تعليق