*شاهد تاريخي على العقوبة بتعليم القرآن ( وقد يصلح شاهداً على ما يسمى اليوم بالعقوبة البديلة)*:-
ما وقع لخالد بن عبدالله المطرف القرشي الأموي من نبلاء قريش ووجهائها من أهل المدينة ، خطب يزيد بن عبدالملك إحدى أخواته ، فتغالى خالد في مهرها ، فقال له يزيد: أوَ ما ترانا أكفأ إلا بالمال ؟!! ولو خطب إليك رجل من قريش لزوَّجته بأقل مما ذكرتُ من المال !! قال : أيْ لعمري ! لأنها تكون عنده مالكة مملَّكة ، وهي عندكم مملوكة مقهورة .
فغضب يزيد ، ثم ردَّه إلى المدينة ، وأمر أن يُختلف به إلى الكُتَّاب مع الصِّبيان يُعلَّم القرآن ؛ فإنه من الجاهلين .
فقال الذي يُقرؤُه : ما رأيت أحداً قطُّ أقرأَ للقرآن منه ، وإنَّ الذي جهَّلَه لأجهلُ منه .
ثم توفي كمداً من أثر هذا الموقف .
[ *تاريخ دمشق، لابن عساكر ، (16/ 130) ، الوافي بالوفيات (13/ 155)*].
قلت: مع التأكيد على أنه من مقتضيات العدل في الحكم أنه لا عقوبة إلا بذنب ، ولا ذنب إلا بنص تشريعي يجرم الفعل أو القول ، بغض النظر عما وقع لعين المذكور رحمه الله برحمته الواسعة وغفر له .
•اقتباس وتعقيب الشيخ والدكتور: *محمد حمزة فلامرزي*.
تعليقات
إرسال تعليق