دراسة
كتاب تاريخ الدولة العباسية
للمؤلف:محمد
سهيل طقوش
يتناول
الكتاب تاريخ الدولة العباسية من جانبها السياسي. منذ قيامها حتى سقوطها على أيدي
المغول في سنة 1258م.
سبب
أختيار الكتاب:
بسبب
تقسيم الكاتب لتاريخ الدولة العباسية وقسمها لأربعة عصور، العصر الأول عصر القوة
وقد اسهب الكاتب في ذكر الخلفاء لتلك الفترة وما قدموه للخلافة والأمة الإسلامية
ثم العصر الثاني الذ كان عصر يسوده الإزدهار للدولة والاستقرار والهيمنة على
المنطقة وانتشر العلم في الامة الإسلامية في تلك الفترة وباقي العصور الثالث
والرابع الذي تكلم عنهم بتسلسل ووضوح في كتاب واحد وهذا كان أحد أهم الأسباب التي
جعلتني أدرس هذا الكتاب.
المؤلف ومدى علاقة مبادئ وأفكار الكاتب
بتأليفه لهذا الكتاب:
المؤلف: محاضر جامعي، تنحصر أبحاثه في التاريخ الإسلامي بعامة، وتاريخ
الاتراك بخاصة. وله أبحاث عديدة في تاريخ السلاجقة الروم. وحاز على تنويه مركز
الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في اسطنبول.
يتلخص منهج
المؤرخ سهيل طقوش بقوله: لا يتوجب الحكم واللوم على التاريخ، والتاريخ يجب أن يوضع
ويوثق بلا أي نوع من التحيز أو الاجتهاد في تحليل الدوافع، لأننا ببساطة لم نواكب
هذه الأحداث ولا نعرف شيئاً عن الظروف والدوافع التي أدت إليها، كل هم طقوش أن
يطلع القاصي والداني على منجزات العرب والمسلمين في حقول الحضارة والثقافة والأدب
والفنون، وكثير من هذه المنجزات ذات علاقة مباشرة بحمية المسلمين في نشر دينهم في
كل بقعة يستطيعون الوصول إليها باعتبار ذلك جزءاً من رسالة الإسلام، ولقد أبدع
المؤرخ طقوش في إبراز دور العرب المسلمين في الإنجاز الحضاري دون إيجاز مخل أو
تفصيل ممل، لذلك تتبع آثار حضارة كل دولة عربية وإسلامية انقرضت"، يرفض
الدكتور طقوش الأفكار المسبقة عند كتابة التاريخ. وفلسفته في تفسير التاريخ تقوم
على أساس أن لكل حادثة تاريخية أسباباً متعددة ودوافع معقدة، كما أن نتائج كل
حادثة قد تباين نتائج غيرها، فقد تكون نتائجها متعددة أو محدودة كبيرة أو بعيدة
المدى بعضها ظاهر سهل إدراكـه وبعضها خفي يتطلب ذكاء وفطنة لكشفه وإظهاره، ومما
يلحظ على أعمال الدكتور طقوش أنه كان تربوياً، وكانت رؤيته التاريخية متسمة
بالنزعة الإنسانية، كما أنه لم يحصر نفسه في زاوية ضيقة من زوايا التاريخ، وإنما
انصرف إلى معالجة كل جوانب التاريخ، بحقبه المختلفة، فضلاً عن أن لديه اجتهاداته
الخاصة، وخاصة على صعيد التفسير التاريخي الذي يأخذ بالدوافع المختلفة وخاصة
الاقتصادية والاجتماعية، والمرتكز على أسس علمية، ووطنية، وقومية، وإنسانية وهذا
ما جعله يحتل مرتبة متقدمة في مسار الفكر التاريخي"
مدى صحة المعلومات الواردة في الكتاب:
وبالنسبة لموضوعية الكاتب قلقد جمعت عدة أراء
لقراء محمد سهيل طقوش وسنستعرض بعضها، قرأت بعض مؤلفات
المدعو محمد سهيل طقوش الفاضل، ولا أنصحك بشرائها ولا باضاعة وقتك بقراءتها،
فمنهجه في الكتابة التاريخية غير علمي وغير رصين، فضلاً عن الاخطاء التاريخية
الكبيرة التي تزخر بها كتبه. وهذا رأيي ورأي الأساتذة المتخصصين الذين قرأوا
لكتاباته، كلٌ بحسب اختصاصه، فهو كما تعلم يكتب في كل المجالات وفي كل التخصصات،
ويصدر في السنة الواحدة ما معدله كتابين، فقد أصدر بين سنة 1998 و 2007 اربعة عشر
كتاباً، في مختلف حقول التاريخ، ويمكنك الاستعانة بكتب اخرى تنفعك أكثر. وطبعاً
القرار لك أولاً وأخيراً، وهذا مجرد رأيي ورأي زملائي كما اخبرتك... مع كل الود
والاحترام للمدعو (يقال انه دكتور في جامعة الامام الاوزاعي في بيروت) محمد سهيل
طقوش، وتمنياتنا له بتأليف المزيد من الكتب، ولكن بموضوعية أكثر... عموماً منهجه
مشابه لمنهج المدعو علي محمد الصلابي.
ورداً على التعليق السابق لقد علق أحد الأشخاص بأقول إن كتب الدكتور محمد
سهيل طقوش ذات فوائد جمة. قرأت له أكثر من 13 كتاباً من سلسلته، واليوم أقرأ له
تاريخ الحروب الصليبية. وإن اعترض بعض الناس على سرعة انتاج الدكتور طقوش وطباعته
كتبه، فهذا مما لا حجة له فيه، فكثير من علماء المسلمين في الماضي والحاضر كتبوا
مجلدات كثيرة في وقت قصير، ثم إن كثيراً من المؤلفين يكتبون وينقحون لفترة طويلة
من الزمن ثم يسلمون ما كتبوه للمطبعة لنشره تباعاً، وهذا أمر معروف.
اعتمد الدكتور طقوش على مراجع كثيرة في أبحاثه، فمثلاً، في كتابه (تاريخ
الزنكيين في الموصل وبلاد الشام) يذكر 76 مرجعاً عربياً - قديماً وحديثاً-، و24
مرجعاً أجنبياً. وفي كتابه (تاريخ المماليك في مصر والشام) اعتمد على أكثر من 100
مرجع عربي، بالإضافة إلى عشرات المراجع باللغات الأخرى.
ثم إن الإكثار من قراءة كتب التاريخ القديمة والحديثة يكوّن عند القارئ
حساً نقدياً يستطيع أن يميز به الغث من السمين، والكمال لله وحده. فأنا أنصح
بقراءة كتب الدكتور طقوش ولا أقتصر عليها، بل أقرأ لغيره أيضاً.
وبالنسبة لي أره ان كتبه موضوعية وعلميه فهي تحتوي على مصادر ومراجع كثيرة
تستند عليها المعلومات التي في الكتاب.
مدى صحة المعلومات الواردة في الكتاب:
من خلال فهرس الكتاب نلاحظ أن الكاتب استخدم مصادر ومراجع بلغات عديدة فلقد
استخدم العربية والفارسية ولغات أوروبية، ونرى أن المصادر والمراجع مستخدمة في
الفصول وليست مجرد مصادر ومراجع وضعها في الفهرس، ولهذا أرى من خلال مصادره
ومراجعه والهوامش الذي استخدمها على موضوعية ودقة المعلومات ومن خلال بحثي وجدت إن
بعض الجامعات تدرس طلبتها المنهج العباسي من خلال هذا الكتاب.
دراسة فصول الكتاب:
الفصل الأول: العصر العباسي الأول ( عصر
القوة والتوسع والازدهار) (132-232ه/750-847م)
العصر العباسي الأول أو كما يسمى بالعصر الذهبي كان عصر مميز، وتطورت
الدولة العباسية وازدهرت فيه، وازدهرت من الجوانب السياسية والاقتصادية والأدبية ،
وقد بلغ العصر العباسي الأول ذروة مجده في عهد هارون الرشيد، حيث اهتم هارون
الرشيد بإصلاح الدولة، وبدأ بالإصلاحات الداخلية واهتم بفن العمارة، وانشأ القصور
الفخمة والمساجد الكبيرة، وبدأ باستخدام القناديل المضيئة في الساحات والطرق
والمساجد، وبدأ الاهتمام بشكلٍ أكبر في الزراعة وتنظيمها، وبدأت حكومة الدولة
العباسية ببناء القناطر الكبيرة والجسور وحَفر الترع والجداول التي تصل بين
الأنهار، كما تم تأسيس ديوان للإشراف على تنفيذ الأعمال في الدولة، وتشجيع التجارة
والتبادل التجاري بين مختلف ولايات الدولة، بالإضافة إلى حراسة طرق التجارة بين
المدن المختلفة. وتوسعت الدولة العباسية في هذا العصر ، حيث امتدّت الفتوحات
الإسلامية فيها إلى آسيا الوسطى والقوقاز والأناضول، بالإضافة إلى محاولة لإعادة فتح
القسطنطينية. وتناول الكاتب عن الاطوار التي مرت بها الدولة العباسية في هذا العصر
وعن خلفاء العصر العباسي الأول.
-العصر العباسي الثاني (عصر النفوذ التركي ) (232-334ه/847-946م)
وتحدث في هذا الفصل عن الاوضاع الداخلية للدولة العباسيةوعلاقتهم مع
الأتراك وظهور الانظمة الجديدة وتحدث عن ظهور حركة الزنج، وعلاقات الدولة العباسية
مع الدول الإنفصالية في المشرق مثل الدولة الطاهرية والصفارية والسامانية. وإيضاً
مع علاقتها بالدول الانفصالية في مصر وبلاد الشام مثل الطولونية والأخشيدية.
والاوضاع مع الدول الخارجية أخذت نصيبها في هذا الفصل مثل علاقتها مع
البيزنطيين.
-العصر العباسي الثالث ( عصر النفوذ البويهي الفارسي) (334-447ه/946-1055م)
وتناول هذا الفصل البويهيين كتأسيس الدولة البويهية ، وعلاقة الخلافة
العباسية بالبويهيين ونهايتهم.
-العصر العباسي الرابع ( عصر النفوذ السلجوقي التركي)
(447-656ه/1055-1258م)
ويتحدث هذا الفصل عن نهاية العباسيين، وقيام الدولة السلجوقية وكيف دخل
السلاجقة بغداد، وعن نشأة المغول وتوسعهم باتجاه العالم الإسلامي، وسقوط الخلافة
العباسية.
منهجية المؤلف في الكتابة:
اعتمد المؤلف في تأليفة للكتاب على منهج السرد التاريخي.
الخاتمة:
تاريخ الدولة العباسية هو تاريخ معقد ومتشعب ومتشابك ولهذا عندما تريد ان
تقرأ عن تاريخ هذه الدولة يجب عليك البحث بشكل مطول والامعان في القراءة وكثرة
الاحداث والشخصياتومن الممكن أن تجد نفسك ضائع وسط هذا الكم الهائل من المعلومات
ولكن عندما تريد خلاصة المعلومات وأهمها فيجب عليك أن تتوجه لقرائة كتاب الدكتور
محمد سهيل طقوش على الرغم من أن البعض نقد هذا الكتاب ولكن بالنسبة لي كقارئه أجد
ان الكاتب تمكن من هذه المادة العلمية الدسمة وحاول أن يلخصها بشكل يسهل على أي
شخص أن يتلقاها فبساطة الأسلوب والتسلسل التاريخي للأحداث يجعلني أخرج مستفيدة وابقييه
كمرجع لي لأي معلومة عن الدولة العباسية.
ومن خلال ما قرأت فلقد تعلمت الكثير عن الخلافة العباسية، وإذ حاولت قراءة
هذا الكتاب ستجد أن الدولة العباسية شهدت الكثير من الاصطدامات ولكن رغم ذلك حاولت
تثبيت نفسها وواجهت المشكلات الداخلية والخارجية ولم يمنعهم شئ من ان يرتقوا
بدولتهم إلى مستوى عالٍ، وبنائهم لمدينة بغداد واتخاذها عاصمة لهم وجعلوها إحدى
أكبر المدن العالمية والإسلامية ومركز تجاري مزدهر يقصده التجار من جميع أنحاء
العالم في ذلك الوقت، ولا ننسى إيضاً بنائهم لسامراء. والكثير من الإنجازات التي
افتخرت بها الدولة الإسلامية في ذلك الوقت وليومنا هذا إيضاً .
وتاريخ لمثل هذه الدولة العظيمة يجب على كل مسلم أن يدرسه ويتعلمه ويفخر
بما كانت عليه الدولة الإسلامية إنذاك، وتم عمل هذه الدراسة بشكل مبسط عن كتاب
الدولة العباسية وعلى من يريد التعمق يجب عليه التوجه لقراءة هذا الكتاب القيم.
تعليقات
إرسال تعليق